السلطات المغربية تطرد مراسلة اسبانية وتهدد اخري بسبب ملف الصحراء الغربية
سفارة مدريد بالرباط لا تتدخل لتفادي وقوع أزمة دبلوماسية
28/03/2008
مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي: قررت السلطات المغربية عدم تجديد بطاقة الاعتماد الصحافي لمراسلة اسبانية في الرباط وطردها، ويبدو أن القرار قد يشمل صحافية أخري، في حين تصف بعض وسائل الاعلام في هذا البلد الأوروبي القرار بأنه حرب علي المراسلين الاسبان، وأكدت حكومة مدريد تدخلها لبحث حل للمشكلة حتي لا تتحول الي أزمة بين البلدين.
والصحافية المعنية بالطرد هي مراسلة إذاعة كوبي في الرباط، بياتريس ميسا التي تلقت أمس من وزارة الاتصال (الاعلام) المغربية قرار رفض تجديد بطاقة اعتمادها التي تخول لها الاقامة والعمل في المغرب.
وفي نفس القرار طلبت الوزارة من المراسلة مغادرة البلاد فورا. كما تلقت مراسلة إذاعة كادينا سير وجريدة لفنغورديا ، الصحافية كارلا فيبلا، بدورها إنذارا وتهديدا بالطرد.
وقالت جريدة الموندو الاسبانية في موقعها علي الانترنت مساء أمس الخميس أن السبب الرئيسي هو مشاركة الصحافيتين في ندوة باسبانيا حول الصحراء الغربية من تنظيم جمعية أصدقاء الشعب الصحراوي الموالية لجبهة البوليزاريو.
وقالت صحيفة الموندو أنه رغم بعض المساعي وإلزام وزارة الاتصال للصحافيتين بعدم تكرار حضور أنشطة خاصة بالبوليزاريو أو ربط علاقات بمن يسميهم المغاربة الانفصاليين ، إلا أن الادارة المغربية قررت في آخر المطاف طرد مراسلة كوبي وترك كارلا فيبلا معلقة في منزلة بين المنزلتين لا تعرف مصيرها حتي الآن.
وأصدر المراسلون الاسبان المقيمون في المغرب أمس بيانا ينددون فيه بما يصفونه الممارسات الاستفزازية التي يتعرضون لها بين الحين والآخر بسبب نوعية تغطيتهم لنزاع الصحراء الغربية. كما أبرز البيان أن مراسلي قنوات التلفزيون محرومون من ترخيص البث الحي منذ شهور، علما بأنهم في الماضي كانوا يتوفرون علي هذا الترخيص.
ورفضت سفارة اسبانيا في الرباط التدخل حتي لا تتسبب في أزمة دبلوماسية، خاصة وأن هناك ولاية تشريعية جديدة لرئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو والرهان علي إصلاح العلاقات مع المغرب بعد الأزمة التي مرت بها العلاقات بسبب زيارة الملك الاسباني خوان كارلوس الي مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين شمال المغرب وتحتلهما اسبانيا وتطالب الرباط باستعادتهما.
وكشف الصحافيون الاسبان أنهم طلبوا من حكومة بلادهم التدخل المباشر لوضع حد لما يعتبرونه حربا عليهم من الحكومة المغربية. وأكد وزير الدولة في الخارجية الاسبانية، بيرناردينو ليون، أنه سيقوم بمساعي لدي حكومة الرباط لتجاوز هذه الأزمة. ويوجد عدد كبير من المراسلين الاسبان في المغرب تعزز حضورهم خلال السنوات الأخيرة، ويعود هذا الي الأهمية التي يحتلها المغرب في السياسة الخارجية الاسبانية وكثرة الملفات المعقدة الحاضرة بقوة في العلاقات الثنائية مثل سبتة ومليلية والارهاب والمخدرات والصيد البحري.
وينتقد النظام المغربي الصحافة الاسبانية بسبب نوعية تغطيتها لبعض الأحداث، وخاصة الأخبار حول العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ومن ضمن الأسباب التي دفعت المغرب الي سحب سفيره في تشرين الاول/أكتوبر 2001 كانت التغطية التي تخصصها وسائل الاعلام للملك المغربي. وتؤكد مدريد أنها لا يمكنها التدخل في عمل وسائل الاعلام لأن اسبانيا دولة ديمقراطية توجد فيها حرية تعبير
No comments:
Post a Comment