البوليزاريو تواصل استغلال حقوق الإنسان للضغط على المغرب دوليا
10/11/2008
مدريد ـ 'القدس العربي' من حسين مجدوبي: تواصل جبهة البوليزاريو استغلال ورقة حقوق الإنسان لمواجهة المغرب في المنتديات الدولية، كما أن رئيس مجلس الأمن الدولي طالب بالكشف عن تقرير يتعلق بحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، في حين ترى أوساط مغربية أن الأمر يتعلق بحملة لمواجهة الاقتراح الخاص بالحكم الذاتي كحل لهذا النزاع الذي يستمر منذ الخمسينات.
في هذا الإطار، تتسلم أميناتو حيدر، ناشطة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، يوم الخميس المقبل في العاصمة الأمريكية واشنطن، جائزة 'حقوق الإنسان' التي تمنحها مؤسسة روبير فرانسيس كينيدي.
وكانت عدد من الجمعيات الدولية قد رشحت أميناتو إلى هذه الجائزة نظرا لنشاطها الحقوقي والاعتقالات وفترات الحبس التي قضتها في سجن مدينة العيون في الصحراء الغربية بعدما كان قد أدانها القضاء المغربي بتهم التحريض وعدم احترام مؤسسات الدولة المغربية.
وستعمل البوليزاريو على استغلال هذه المناسبة للتنديد بما يجري في الصحراء من خروقات حقوق الإنسان والترويج لمبدأ تقرير المصير في هذا النزاع، لا سيما وأن بعض مساعدي الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قد يكونون بين الحضور، ذلك أن عائلة كينيدي قد أيدت المرشح الديمقراطي، والمؤسسة التي تمنح اسم الجائزة تحمل اسم روبرت فرانسيس كينيدي شقيق الرئيس المغتال جون كينيدي.
وكان روبرت وزيرا للعدل ما بين 1961 و1964 واغتيل سنة 1968.
يذكر أن البوليزاريو تمكن خلال السنوات الماضية من نسج علاقات مع بعض قياديي الحزب الديمقراطي الأمريكي. وتدرك الجبهة التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية أن ورقة حقوق الإنسان ستكون محورية إبان رئاسة باراك أوباما، ولهذا تراهن كثيرا على هذه الورقة.
من جهة أخرى، طالب رئيس مجلس الأمن الدولي، ميغيل دي إسكوتو، من المفوضية العليا لحقوق الإنسان الكشف عن تقرير حول حقوق الإنسان أنجزته هذه المفوضية سنة 2006 ولم يكشف عنه حتى الآن.
ويعتقد أن الرباط عارضت توزيع التقرير على الدول الاعضاء في الأمم المتحدة حتى لا تتأثر المساعي الجارية للبحث عن الحل.
وأبرز رئيس المجلس في تصريحات خلال الأيام الماضية أن هذا التقرير يجب أن يجري تعميمه على جميع الدول الاعضاء بالأمم المتحدة في أقرب الآجال. واحتج على عدم توزيع هذا التقرير.
ويسود الاعتقاد أن المفوضية العليا لحقوق الإنسان ستجد نفسها مجبرة على توزيع التقرير. ويعتقد أنه سيوزع في القريب العاجل بعد طلب مجلس الأمن ذلك.
وأعرب ميغيل دي إسكوت عن قلقه من غياب تقدم في مفاوضات البحث عن حل لنزاع الصحراء وفي الوقت ذاته من تراجع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
وكان ميغيل دي إسكوتو قد التقى زعيم البوليزاريو يوم الثلاثاء الماضي وبحث معه الوضع في الصحراء.
ورئيس المجلس من دولة نيكاراغوا التي تعتبر من أكبر المؤيدين لجبهة البوليزاريو بحكم العلاقة الوثيقة بين الأخيرة والجبهة السندينية الحاكمة في نيكاراغوا.
والتقى زعيم البوليزاريو محمد عبد العزيز في الوقت نفسه، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون وحثه على إيفاد بعثة حقوقية جديدة للصحراء تحت ذريعة تراجع هذه الحقوق بسبب ما وصفه بالخروقات الفظيعة التي يرتكبها النظام المغربي.
ويعتبر المغرب أن استغلال البوليزاريو لملف حقوق الإنساني يرمي إلى محاولة التغطية على ما يعتبره نجاحا يحققه اقتراح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء الغربية، وهو الاقتراح الذي كان قد شدد عليه الملك محمد السادس في خطابه الأسبوع الماضي.
وقالت صحيفة 'أوجوردي لوماروك' نهاية الأسبوع الماضي أن حملة البوليزاريو في مجال حقوق الإنسان تعتبر بمثابة حملة تغليط للرأي العام الدولي
No comments:
Post a Comment