بــــــــــسم الله الـــــــرحـمان الـرحـيـم
كلمة الناشطة الحقوقية والمعتقلة السياسية أمنتو حيدار
للاذاعة الوطنية بمناسبة الافراج عنها
في البداية أحيي واشكر طاقم الاذاعة الوطنية ، صوت الشعب الصحراوي، المنبر الاعلامي الحر الذي يعتبر أداة فعالة في التواصل والربط بين الصحراويين في اللجوء والمناطق المحتلة وجنوب المغرب اسمحولي ان أحيي ، تحية ملؤها الشوق والحنين كل اهالينا بالجاليات و بمخيمات اللجوء ، مخيمات النخوة والعز والكرامة وعلى رأسها قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي ، وأحيي بكل فخر وتقدير واحترام الأخ الرئيس رمز المشروع الوطني ، الأخ الفاضل محمد عبد العزيز ، واحيي تحية اكبار واجلال أسود الوغى، حماة الوطن مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
واحيي بحرارة الجماهير الصحراوية المناضلة والمنتفضة في المناطق المحتلة وجنوب المغرب وفي المواقع الجامعية ، ولا يفوتني أن أحيي تحية افتخار واعتزاز الحركة التلاميذية الصحراوية المقدامة .
واسمحوا لي أيضا أن أحيي تحية اجلال واكبار وتقدير ووفاء وعرفان بالجميل رفاقي رموز انتفاضة الاستقلال بالسجن لكحل بالعيون المحتلة من نشطاء حقوقين ومعتقلين سياسين وكل المعتقلين السياسين الصحراويين بأيت ملول وتيزنيت ومراكش والقنيطرة وفي كل السجون المغربية الأخرى.
انني استغل هذا المنبر لفضح وكشف الخروقات والتعسفات المغربية التي لم اسلم منها حتى يوم اطلاق سراحي ، حيث أن الأجهزة الأمنية المغربية بتوجيه من المسؤول المغربي "حميدولعنيكري" قامت بمنع عائلتي من استقبالي بالمنزل ولا حتى بقاعة تستأجر لهذا الغرض ، ومارست عليها عدة ظغوطات بالتهديد المباشر من طرف الباشا "بومعزة"والجلاد المغربي" ايشي أبوحسان" وقائد الدائرة وارغمت العائلة على مغادرة البيت والتوجه الى منطقة "لمليحس" على بعد 36 كلم من العيون، على الطريق المؤدي الى مدينة السمارة المحتلة ،ومن الساعة الحادية عشر ليلا تم التطويق المكان الذي نصبت به الخيام الجحافل من الشاحنات التابعة للدرك الحربي الغربي والدرك الملكي وبعض السيارات التابعة لوزارة الداخلية والمخابرات المغربية ، ووضع ثلاث ابراج للمراقبة والتفتيش اظافة الى تطويق جميع شوارع المدينة وخصوصا المؤدية منها الى ما يسمى "البئر الجديد" حيث تقيم العائلة وعلى الساعة السادسة والنصف صباحا ايقضتني موظفة السجن قائلة ان مدير السجن يطلب مني الخروج ومغادرة السجن دون تأخير ، الشيء الذي رفضته وامتنعت ، وبدأت في ترتيب امتعتي وجمعها ، وأمام اصرار والحاح الادارة طلبت منحي الهاتف للتحدث الى عائلتي قصد اخبارها حتى يتسنى لها المجىء الى السجن واستقبالي منه ، الشيء الذي لم يستسغه مدير السجن وحاول اقناعي بانهم اخبروا عني ، فطلبت ادخالهم الى داخل السجن حتى أتأكد من صحة ما يقولون لأنني أشكك في ذلك و انها محاولة اختطاف ثانية أو خطة مدبرة من طرف المخابرات المغربية ، ولم اغادر السجن حتى الساعة السابعة والنصف ، بعد مجيء احد افراد العائلة ، وتم اخراجي من السجن دون أي اجراء من الاجراءات القانونية التي تتخد عادة عند خروج أي معتقل .
غادرت السجن وأنا أكرر بعض الشعارات الوطنية عن قبيل كنا و لازلنا على درب النضال المستمر "سننتصر ونشيد قلاع الحرية ، سننتصر ونكسر قيود الرجعية"،و " على نهجك يا الولي نسير لفك قيد الوطن الأسير" وغيرها من الشعارات الوطنية ، كان السجن وكل نواحيه يعرف تطويق أمنيا مشددا ورافقتني شاحنتهم الى غاية خروجي من المدينة حيث وجدت في استقبالي عند أول نقطة تفتيش كل أصناف القوات المنية المغربية ، عن شرطة ومخابرات وافراد من الضابطة القضائية وقوات مساعدة وغيرهم وأبديت احتجاجي لهم بان هذا الأسلوب يعد تعسفا أخر وخنقا للحريات العامة ، وأنني احملهم مسؤولية ما سيقع من قمع وتعسف للجماهير التي ستحاول زيارتي وعند وصولي الى المكان المقرر للاستقبال ، وجدت حشودا عارمة من المواطنين الصحراويين الصامدين الذين تحدوا كل محاولات الدوة المغربية اليائسة ،وأبو أن لا يجعلوا يوم 17 يناير 2006 محطة نضالية أخرى وملحمة من ملاحم انتفاضة الاستقلال ، رافعين الأعلام الوطنية مرددين بأحلى أصواتهم الشعارات الوطنية الممتزجة بزغاريد النساء الصحراويات توافدوا الى منطقة "لمليحس" شيبا وشبابا رجالا ونساءا وأطفالا ، من كل حذب وصوب من الداخلة من السمارة من بوجدور من جنوب المغرب ومن الموقع الجامعية.
فعزيمة الانسان الصحراوي لا تقهر ولا تذل وكرامته لاتهان و أبناء الشعب الصحراوي الأبي مصرين رغم طغيان وجبروت الغزاة على مواصلة الكفاح بطريقة سلمية حضارية حتى نيل الحرية والاستقلال وبهذه المناسبة أوجه نداء عاجلا الى المنتظم الدولي وخصوصا مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة وكل القوى الديمقراطية في العالم للتحرك العاجل ودون تاخير لحماية المواطنين الصحراويين العزل والمناطق المحتلة وجنوب المغرب وبالمواقع الجامعية من قمع وبطش قوات الاحتلال المغربي ،وممارسة الضغط على نظام الرباط لأحترام حقوق الانسان في الصحراء الغربية ، واحترام حرية التعبير والتظاهر السلمي ، واطلاق سراح المعتقلين السياسين الصحراويين والكشف عن مصير مئات المفقودين و أحمل المنتظم الدولي مسؤولية كل ما يتعرض له المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة وجنوب المغرب ، وكذلك ممارسة الضغط على الدولة المغربية للامتثال والاتباع للشرعية الدولية من أجل ايجاد حل عاجل لمشكل الصحراء الغربية لحد من معاناة الصحراويين الرازخين تحت وطأة الاحتلال المغربي لأزيد من ثلاثة عقود من الزمن ، والحل لن يكون طبعا الا عبر تنظيم استفتاء حر عادل وديمقراطي نضمن عبره للشعب الصحراوي تقرير مصيره بيده وذلك حتى لا تقع مجزرة اسبانية في حق هذا الشعب الأعزل ، كما أناشد المنتظم الدولي أيضا والهيئات الحقوقية والسياسية للتدخل العاجل والفعال من أجل اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسين الصحراويين والنشطاء الحقوقين بالسجن لكحل بالعيون المحتلة وبداخل المغرب دون قيد أو شرط وأوكد للعالم أنهم يعيشون مأساة انسانية حقيقية في ظروف كارثية حاطة للكرامة الانسانية ، دون اقتراف أي ذنب ، سوى رفضهم للاحتلال والتعبير عن ذلك بطرق سلمية حضارية ومشروعة .
و أخيرا لا بد لي أن أشكر وأحيي كل المنظمات والهيئات الدولية وكل الاعلاميين الذين ابدوا تضامنهم الرفيع المستوى مع نضالات الجماهيلا الصحراوية بالمناطق المحتلة وملاحم رموز انتفاضة الاستقلال بالسجون ، واذكر على سبيل المثال لا للحصر ، منظمة العفو الدولية ، لجنة مناهضة التعذيب الدولية هيومن رايت وتش ، البرلمان الاوربي ، الهيئات الجزائرية والاسبانية والايطالية والسويسيرية وغيرها من المنظمات الوروبية الأخرى دون أن ننسى ان اثمن عاليا مواقف الجمعية المغربية الديمقراطية وغيرهم من المناضلين الشرفاء المغاربة وكل من ساهم من قريب أو بعيد في هذه الحركة التضامنية .
وكلمة اخيرة أوجهها لكل الصحراويين وهو انه لا بد من المزيد من النضال والمقاومة ومقارعة الأعداء بشكل حضاري وسلمي وبتلاحم واتحاد حتى تحقيق الهدف المنشود وهو بناء الدولة الصحراوية على أرض الصحراء الغربية ، وأنه لا تراجع لا استسلام ولن تثنينا لا الاختطافات و لا الاعتقالات و لا التعذيب ولا المحاكمات الجائرة عن مواصلة الخط الذي رسمه الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية واننا على عهدهم سائرون انشاء الله وكل الوطن أو الشهادة والمجد والخلود للشهداء الأبرار والخزي والعار للجلادين الجبناء .
حرر بالعيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية
بتاريخ 18 يناير 2006
No comments:
Post a Comment