بينما تبدو الآلة الدبلوماسية المغربية معطلة جبهة البوليزاريو تضغط علي اسبانيا في قضية الصحراء
14/05/2007
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:تركز جبهة البوليزاريو نشاطها السياسي علي اسبانيا في محاولة للضغط علي حكومة مدريد لوقف ما تعتبره انحيازا للأطروحة المغربية، والجديد هو اتهام هذا البلد الأوروبي بتمديد عمر نزاع الصحراء الغربية حتي لا يطرح المغرب ملف سبتة ومليلية المحتلتين، كما كشفت الجبهة رهانها علي الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي للتخفيف من انحياز فرنسا للمغرب في هذا الملف.واحتضنت جامعات مدريد نشاطا لمدة أربعة أيام حول الصحراء انتهي في نهاية الأسبوع الماضي، وكان تحت عنوان السياسة والتعاون.. زمن الحلول لنزاع الصحراء الغربية . ونزلت البوليزاريو بكل ثقله في هذا النشاط عبر ممثليه في الخارج ورئيس حكومة الجمهورية الصحراوية ، عبد القادر الطالب عمر. ويأتي نشاط البوليزاريو بتنسيق مع جامعات مدريد بينما تبدو الآلة المغربية للدعاية لأطروحة الحكم الذاتي في الدول الأوروبية، شبه متوقفة، بل ان المغاربة تركوا كراسيهم فارغة رغم توجيه الدعوة اليهم للمشاركة في هذا النشاط السياسي والدفاع عن خطتهم للحكم الذاتي.في هذا الصدد، قال أحمد البوخاري ممثل البوليزاريو في الأمم المتحدة لا اعتقد ان اسبانيا يهمها إيجاد حل لنزاع الصحراء، لأن المغرب إذا ترك النظر نحو الجنوب، فقد يمكن أن يوجه نظره في تجاه آخر . وفي هذا الكلام اتهام للحكومات المتعاقبة علي الحكم في مدريد بأنها تتجنب إيجاد حل سريع لنزاع الصحراء لأن هذا سيقود المغرب، سواء ربح الصحراء أو خسرها، الي فتح ملف مدينتي سبتة ومليلية التي يطالب باستعادتهما. وتقع المدينتان شمال المغرب وتطالب الرباط باستعادتهما.هذه الأطروحة موجودة في العديد من التقارير التي أنجزها خبراء اسبان طيلة الثلاثين سنة الأخيرة، بل أكثر من هذا أن مدريد لما فوتت الصحراء الي المغرب وموريتانيا بموجب الاتفاقية الثلاثية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1975، اشترطت من ضمن الشروط السرية التزام المغرب بتجميد مطالبه في سبتة ومليلية حتي مرور وقت كافي من الزمن تكون اسبانيا قد أنجزت الانتقال السياسي من حقبة الجنرال فرانكو الي إرساء نظام ديمقراطي قوي وتراجع تأثير الجيش في الحياة السياسية.وهذه أول مرة تراهن البوليزاريو علي هذه الأطروحة، بعدما كانت في الماضي ترفض الربط بين ملفي سبتة ومليلية والصحراء. والتزمت الحكومة الاسبانية الصمت ازاء هذه التصريحات واعتبرتها ضمن استراتيجية البوليزاريو للضغط عليها أمام الرأي العام الاسباني.في السياق نفسه صرح رئيس حكومة الجمهورية الصحراوية المعلنة من طرف واحد ان البوليزاريو ليس لديها علم بوجود اجتماعات مع مسؤولين اسبان لتهيئة المفاوضات التي طالب بها مجلس الأمن . ويعتبر هذا التصريح بمثابة رفض للجولة التي سيقوم بها الرجل الثاني في الدبلوماسية الاسبانية بيرناردينو ليون الي المغرب والجزائر ومخيمات تندوف لمساعدة الأمم المتحدة في تهيئة المفاوضات السياسية بين المغرب والبوليزاريو.الي ذلك فاجأ أحمد البوخاري الذي يعتبر الأكثر تحركا ضمن قادة البوليزاريو، الكثيرين في مدريد بقوله ان البوليزاريو تتوفر علي معطيات قوية تفيد ان الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي سيتخلي عن سياسة الانحياز التي نهجها سلفه جاك شيراك خلال الـ12 سنة الأخيرة لصالح المغرب وسيقف الي جانب الشرعية الدولية. وفي هذا السياق، تفيد بعض التقارير ان مسؤولي البوليزاريو يسعون الي إجراء لقاء بأحد المقربين من ساركوزي، قد يكون المكلف بدور مستشار في الشؤون الدولية لمعرفة الموقف الحقيقي الذي سيتبناه الرئيس الفرنسي الجديد من نزاع الصحراء.والرأي السائد حتي الآن وسط المهتمين ان ساركوزي سيستمر في تبني سياسة شيراك بدعم الموقف المغربي لكن بحماس أقل، إذ من الصعب أن يقدم علي استعمال تعابير مثل الأقاليم المغربية الجنوبية في حديثه عن الصحراء الغربية كما فعل جاك شيراك في أكثر من مناسبة
No comments:
Post a Comment