البوليزاريو رفضت تسلم المساعدات وتبرعت بها للشعب الليبي.
الأمم المتحدة تشتري شحنة زيوت غذائية بمليوني دولار من المغرب وتوجهها للصحراويين كمساعدات إنسانية ؟ البوليزاريو رفضت تسلم المساعدات وتبرعت بها للشعب الليبي. القضية كشفت تورّط الأمم المتحدة في فضائح فساد مالي مع النظام المغربي.
شهد ميناء وهران قبل أيام، فضيحة دولية مدوية، أطرافها برنامج الغذاء العالمي التابع إلى الأمم المتحدة، إلى جانب الحكومة المغربية، بعدما جرى اكتشاف وصول كميات كبيرة من شحنة زيوت غذائية قادمة من المغرب، موجهة إلى الشعب الصحراوي، على أنّها مساعدات إنسانية.
وحسب مصدر مطلع؛ فإنّ شحنة المساعدات التي تمثلت في 24 حاوية معبأة بعلب كبيرة تحتوي على 462 طن من زيت المائدة، كان مقرّرا أن يتسلمها الهلال الأحمر الصّحراوي لتوزيعها فيما بعد على مخيمات اللاجئين الصحراويين.
لكن سرعان ما اكتشف الصحراويون فور شروعهم في تسلم شحنات الزيت بعد شحنها، أن المساعدات المخصّصة للصحراويين مصدرها المغرب، الذي تبيّن أنّه قام ببيع تلك الشحنات للأمم المتحدة، على أن تقوم هذه الأخيرة بمنحها كمساعدات للاجئين الصحراويين، في إطار برنامج الغذاء العالمي.
وتظهر صور وشريط فيديو للمساعدات الإنسانية تحصلت ''النهار'' على نسخ منها؛ أنّ قارورات زيت المائدة كانت تحمل على غلافها شعار برنامج الغذاء العالمي باللونين الأزرق والأبيض، غير أنّها حملت أيضا شعار آخر تمثل في عبارة ''منتوج مغربي''، وهو ما دفع المستفيدين من المساعدات، إلى رفض تسلمها واعتبارها راجعة إلى أصحابها.
وأفادت مصادر مطلعة على الموضوع لـ''النهار''؛ أنه بعد رفض الهلال الأحمر الصحراوي تسلم شحنة ''المساعدات''، جرى الإتفاق بين السلطات الصحراوية ومسؤولين أمميين، على منحها لفائدة الشعب الليبي، حيث تقرّر نقل الشحنة بمساعدة شركة ''ميرسك'' للنقل البحري إلى ميناء بنغازي، على أن توزع هناك على الأشقاء الليبيين. ولفتت نفس المصادر؛ إلى أنّ قضية ''المساعدات الإنسانية''، ورغم التوصل إلى حل بشأنها، من خلال تحويلها إلى ليبيا، إلاّ أنّ كافة خيوطها لم تُحل بعد، حيث أشارت مصادر ''النهار'' إلى أنّه بالنظر إلى القيمة المالية لشحنة الزيوت والمقدرة بحوالي مليوني دولار، دفعتها الأمم المتحدة للمغرب، فإنّ قضية أخرى تطفو على السطح وتتمثل في قضايا الصفقات التجارية التي تجريها الأمم المتحدة، مضيفة أنّ إقدام مسؤولين أمميين على شراء منتجات غذائية من دولة احتلال، لتوجيهها كمساعدات لشعب دولة أخرى محتلة من طرف الأولى، لم يكن ليحدث لولا وجود صفقات تمت ''تحت الطاولة''، مشيرة في نفس الوقت، إلى وجوب التحقيق في إمكانية تقاضي مسؤولين أمميين عمولات ورشاوي من نظام المخزن المغربي، مقابل شراء مواد غذائية من ''الجلاد وتقديمها إلى ضحاياه كمساعدات''.
القنصل الصحراوي بوهران:''نموت جوعا ولا نقبل مساعدات المخزن المغربي''.
قال القنصل الصحراوي بوهران، سعيد فيلالي، بشأن فضيحة ''المساعدات الإنسانية'' القادمة من المغرب، أن السلطات الصحراوية، أبلغت مصالح الأمم المتحدة برفض تسلم شحنة المساعدات الإنسانية، معتبرا القيام بتوجيه مواد غذائية مصدرها المغرب لفائدة الصحراويين، سلوك يتعارض مع مبادئ العمل الإنساني ويخرق كل المقاييس الأخلاقية، قبل أن يشدّد على أنّ الشعب الصحراوي يرفض تسلم مثل تلك المساعدات، كونها قادمة من دولة تحتل أراضيه وتمارس القمع والتقتيل في حقه، مضيفا أن الصحراويين يفضلون الموت جوعا، على أن يقبلوا التقوّت من مساعدات يقدمها جلادوهم، ليردف بالقول أن الصحراويين لا يثقون البتة في النظام المغربي، وبالتالي فإنّهم لا يثقون أيضا في كل ما يأتي من جانبه، حتى ولو كان كمساعدات. وطالب القنصل الصحراوي القائمين على برنامج الغذاء العالمي، التابع إلى الأمم المتحدة، مراعاة مشاعر الشعب الصحراوي في عملياتهم الإنسانية المخصصة لفائدة الصحراويين والحرص على أمنهم، مضيفا أنّ مسؤولي المنظّمة الأممية تفهموا الوضع، ليتقرر توجيه تلك المساعدات إلى بلد آخر، بدون تسميته.
المصدر : النهار أون لاين.