Pages

Friday, December 18, 2009

حيدر تعود للعيون بعد وساطة أمريكية وفرنسية وإسبانية.. ومن دون الاعتذار للملك


حيدر تعود للعيون بعد وساطة أمريكية وفرنسية وإسبانية.. ومن دون الاعتذار للملك
حسين مجدوبي:

18/12/2009




مدريد ـ 'القدس العربي' عادت الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، ليلة الخميس ـ الجمعة، إلى مدينة العيون في الصحراء الغربية بعدما قبل المغرب برجوعها من دون شروط عكس موقفه المتصلب السابق، وفي المقابل حصل على تعهدات من باريس وواشنطن باستبعاد حقوق الإنسان من القرار المقبل لمجلس الأمن حول نزاع الصحراء الغربية.
وكما كان منتظرا، عادت أميناتو ليلة أمس الأول الخميس إلى مدينة العيون بعد 32 يوما من الإضراب عن الطعام في مطار لانساروتي بجزر الخالدات الإسبانية بدأ إثر طردها يوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بقرارا من الحكومة المغربية وسحب جواز سفرها ردا على عدم اعترافها بالجنسية المغربية.
ونقلت طائرة طبية مجهزة حيدر (42 سنة) نحو العيون. وقالت صحيفة 'الباييس' الاسبانية ان الطائرة ظلت تحلق فوق أجواء الصحراء لمدة ساعة، مما أوحى بأن السلطات المغربية كانت مترددة بشأن الترخيص لها بالنزول، لكنها وافقت في آخر المطاف. وبذلت مدريد مجهودات كبيرة لإقناع حيدر بالعودة، ذلك أن الأخيرة كانت تتخوف من سيناريو شبيه لما وقع منذ أسبوعين عندما جرى نقلها إلى مطار لانساروتي من أجل التوجه إلى المغرب وتبين أنه لم يكن هناك ترخيص من الرباط بعودتها.
وأكد أفراد عائلة حيدر أن الأخيرة رفضت التوجه إلى منزلها على متن سيارة إسعاف خصصتها لها السلطات المغربية بالعيون، كما رفضت المكوث في مستشفى العيون الذي تديره السلطات الصحية المغربية.
وعكس ما جاء في بيان وزارة الداخلية المغربية عن أن حيدر عادت بعدما قبلت بجميع الشروط ومنها الإدارية، تبين أنها عادت من دون جواز سفر بل برخصة عبور أصدرتها اسبانيا، وفي مطار العيون سلمتها الشرطة المغربية الجواز الذي سحبته منها يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كما لم تلتزم بالشروط الإدارية ـ والسياسية ـ التي كانت الرباط تتمسك بها.
ومن الشروط التي وردت على لسان وزير الإعلام المغربي خالد الناصري، ومسؤولين آخرين، الاعتذار للملك محمد السادس، قالت حيدر للقناة الأولى الإسبانية ان 'على ملك المغرب أن يعتذر لي'، مضيفة بإصرار: لن أطلب الاعتذار لأنني لست مجرمة (..) النظام المغربي هو المسؤول عن الجرائم التي يرتكبها في الصحراء'.
وتابعت في تصريحات من منزلها في العيون بالصحراء الغربية 'عودتي انتصار.. انتصار للقانون الدولي، لحقوق الإنسان والعدالة الدولية والقضية الصحراوية'. وعن المستقبل قالت: سأستمر في الدفاع عن استقلال الصحراء الغربية.
وتعتبر هذه التصريحات تحديا حقيقيا للسلطات المغربية التي تبدو كأنها تقف الآن عاجزة عن محاكمتها بعدما تحولت إلى شخصية دولية.
وتسود مشاعر الحسرة واليأس في نفوس الجالية المغربية في اسبانيا بسبب هذه النهاية التي لم تكن منتظرة. في هذا الصدد قال مغربي تابع عن كثب تطورات هذه القضية: 'منذ البدء كان على المغرب أن يفكر جيدا في هذا الملف ويستبعد ترحيل حيدر حتى يتجنب هذه المهزلة'، معتبرا أن عودتها 'صفعة حقيقية لدبلوماسية الرباط على شاكلة صفعة جزيرة تورة في صيف 2002'.
وتشكل عودة حيدر نهاية حلقة من المسلسل الطويل لنزاع الصحراء الغربية.
وقد بدأت أخبار كثيرة تتسرب حول طريقة معالجة هذا الملف الذي تسبب في حرج حقيقي للمغرب أمام المجتمع الدولي بسبب طابعه الحقوقي، وأمام الرأي العام المغربي لأن السلطات كانت تشترط اعتذار حيدر للملك محمد السادس مقابل عودتها، وهو الأمر الذي لم يحصل.
وكشف وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس الجمعة أن مدريد لم تقدم أي تنازلات للرباط في هذه القضية، موضحا أن بلاده تمسكت منذ البدء بموقفها المطالب بعودة حيدر، كما تشبثت بضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير كحل لنزاع الصحراء الغربية.
وقال موراتينوس: 'اريد فقط ان اعبر عن ارتياحي لعودتها الى بلادها. نحن مسرورون. لقد ناضلت طويلا من اجل ذلك'.
واكد ان حكومة بلاده 'قامت بما في وسعها لتأمين هذه العودة في أسرع وقت ممكن' غير ان الامر لم يخضع 'لأي مساومة' مع المغرب.
وقال 'لقد عملنا بالتنسيق مع بلدين كبيرين هما الولايات المتحدة وفرنسا'.
واوضح موراتينوس ان الدول الثلاث، اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، التي فاوضت السلطات المغربية، 'لديها مصالح مهمة في المنطقة ولديها الامكانية لدفع الامور الى الامام'.
والمثير أن موراتينوس كشف أن السلطات المغربية أخبرته بطرد حيدر قبل ترحيلها، مما يبين وجود مخطط مسبق في هذا الشأن من طرف السلطات المغربية.
وأبرزت مصادر سياسية إسبانية أن الولايات المتحدة لعبت دورا رئيسيا في انهاء هذا الملف بالتنسيق مع مدريد وباريس.
وفي بيان نشر مساء الخميس، اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طلب من المغرب تسليم حيدر جواز سفر.
وقام ساركوزي بهذه البادرة في 15 كانون الاول/ديسمبر لدى استقباله في باريس وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري الذي اعرب له 'عن الامل في ان يتمكن المغرب انطلاقا من تقاليد الانفتاح والكرم، من تسليم حيدر جواز سفرها المغربي لدى وصولها الى اراضي المملكة'.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان الخميس 'لقد سررت بقرار الحكومة المغربية' مذكرة بان الناشطة الصحراوية حصلت على جائزة روبرت كينيدي لحقوق الانسان.
واشادت كلينتون بـ'البادرة الانسانية' التي 'تعكس الروح الحقيقية وسخاء الحكومة والشعب المغربيين والتي تشير الى الاهمية الملحة لايجاد حل دائم للنزاع في الصحراء الغربية'.
وعلمت 'القدس العربي' أن من ضمن شروط المغرب لقبول عودة حيدر، الحصول على تعهد من واشنطن وباريس برفض أي قرار يصدر عن مجلس الأمن يكلف قوات حفظ السلام في الصحراء الغربية (مينورسو) بمراقبة حقوق الإنسان

No comments:

Post a Comment